الجمعة 24 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

 الرئيس السيسى: مصر  تمثل فرصة حقيقية أمام مجتمع الأعمال الأوروبى

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الأربعاء فى العاصمة البلجيكية بروكسل، فى الحدث الاقتصادى المصاحب للقمة المصرية الأوروبية الأولى، وذلك بحضور رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى أورسولا فون دير لاين، ومن الجانب المصرى كل من الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.



وصرّح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الحدث شهد حضورًا واسعًا، حيث شارك فيه أكثر من 300 من رؤساء وممثلى أكثر من 60 شركة أوروبية، إلى جانب 100 شركة مصرية، و15 مؤسسة من مؤسسات التمويل الدولية، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات الاقتصادية التابعة لدول الاتحاد الأوروبى.

 وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية وثقل الشراكة الاقتصادية بين مصر والاتحاد الأوروبى، الذى يعد الشريك التجارى والاستثمارى الأول لمصر، بنسبة تصل إلى نحو «27 %» من تجارة مصر الخارجية فى عام 2024. كما مثلت استثمارات الاتحاد الأوروبى فى مصر، نحو «32 %» من أرصدة الاستثمار الأجنبى المباشر، الموجودة فى مصر فى عام 2024. 

وأضاف الرئيس فى كلمته: « لقد تنوعت موضوعات النقاش، خلال جلسات هذا الحدث، وتناولت محاور استراتيجية، ما بين دراسة إنشاء ممر استثمارى أوروبى فى مصر، يكون بوابة للأسواق الإفريقية والعربية، وأفكارًا حول تعميق اندماج مصر فى سلاسل الإمداد الأوروبية , وتناولاً معمقاً لدور القطاع الخاص، والتزام الدولة المصرية بدعمه، ليكون محركاً رئيسياً للتنمية. وهى كلها موضوعات، تعكس عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين وتشعبها، وتطلعنا المشترك نحو الانتقال بها إلى آفاقٍ أرحب، خلال السنوات القادمة». 

وقال الرئيس السيسى: « لم يأت هذا الحدث الاقتصادى، وليداً للحظة الراهنة، وإنما جاء امتداداً لمسارٍ متصاعد، بدأ فى مارس 2024، بالإعلان عن قرارنا المشترك، بالارتقاء بمستوى العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، خلال زيارة رفيعة المستوى إلى القاهرة، للسيدة «أورسولا فون دير لاين»، رئيسة المفوضية الأوروبية، وقادة كل من بلجيكــا وإيطاليـــا واليونــان وقبــرص والنمسـا. وأعقبه مشاركة سيادتها لاحقا، فى افتتاح المؤتمر المصرى الأوروبى الأول للاستثمار، فى يونيو 2024. وهما الزيارتان اللتان عكستا إرادة سياسية واضحة، لبناء علاقة متوازنة وطموحة، تقوم على المصالح المتبادلة.. وما نشهده اليوم؛ هو ترجمة عملية لتلك الرؤية». 

وأعرب الرئيس السيسى عن سعادته، بأن تشهد العلاقات تطورًا نوعيًا خلال زيارته الأولى لبروكسل، معربًا عن تقديره للسيدة «فون دير لاين»، رئيسة المفوضية الأوروبية التى لعبت دورًا محوريًا فى دفع هذا التعاون إلى الأمام. 

وأكد الرئيس: « ولا يسعنى فى هذا المقام؛ سوى أن أؤكد، على أننا نبادل هذا الالتزام الأوروبى، بالعمل الدءوب لتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، على أسس عملية مستدامة». 

وأضاف الرئيس: « نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، فى مسار التعاون الاقتصادى بين مصر والاتحاد الأوروبى؛ مرحلة تتطلب رؤية أوسع وطموحًا أكبر، وسط هذه التطورات غير المسبوقة، التى شهدتها منطقتنا ومحيطنا الإقليمى، خلال الأعوام الأخيرة. وإننى على يقين راسخ، بأن مصر اليوم؛ تمثل فرصة حقيقية وملموسة أمام مجتمع الأعمال الأوروبى، وليس مجرد شريك قريب جغرافيًا». 

واستعرض الرئيس السيسى عددًا من الحقائق: 

أولًا- لقد اتخذت الحكومة المصرية، حزمة من الإجراءات، فى إطار برنامجها للإصلاح الاقتصادى.. أسفرت عن رفع التصنيف الائتمانى لمصر، من جانب مؤسسات التصنيف الائتمانى الدولية الرئيسية، وأشادت تلك المؤسسات وصندوق النقد الدولى، باتباع مصر لسعر صرف مرن .. فضلًا عن تزايد تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وارتفاع معدل النمو السنوى، خلال الربع الأخير من العام المالى 2024/2025 إلى «4.4 %»، مقارنة بـ»2.4 %»، فى العام المالى 2023/2024 بما يعكس مرونة الاقتصاد المصرى، بالرغم من التحديات والأزمات الإقليمية والدولية.

وأؤكد فى هذا الصدد؛ أن مصر ستواصل جهودها فى هذا الإطار، بالتعاون مع صندوق النقد الدولى، التزاماً منها بتنفيذ برنامج الإصلاح، وإحراز تقدم فى مسيرتها التنموية، فضلاً عن التزام مصر، بتنفيذ وثيقة سياسات ملكية الدولة، التى تحدد الإطار العام، لعمل الشركات الحكومية والمملوكة للدولة، وكذا تنفيذ برنامجها للطروحات الحكومية، بهدف زيادة مساهمة القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى.

ثانيًا- إن موقع مصر الاستراتيجى، يتيح للشركات الأوروبية النفاذ إلى أكثر من «1.5» مليار مستهلك فى إفريقيا، والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبى ذاته بفضل شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة، واتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية، والموقع المتميز على الممرات المائية والبرية التجارية، والبنية الأساسية المتطورة.

ثالثًا- توفر مصر منظومة متكاملة من الحوافز للمستثمرين.. تشمل الإعفاءات الضريبية، وسهولة تحويل الأرباح، وتوافر العمالة المدربة منخفضة التكلفة، والطاقة بأسعار تنافسية، إلى جانب الأمن والاستقرار السياسى والمؤسسى. 

رابعًا- تم إطلاق «المنصة المصرية الأوروبية للاستثمار» لتكون أداة عملية لتحفيز الاستثمارات الأوروبية، إلى القطاعات ذات الأولوية، وخلق فرص للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وفقا لأولويات التنمية الوطنية ومجالات التخصص الأوروبية. 

ومن هنا؛ فإننى أؤكد حرص الدولة المصرية، على مواصلة الحوار مع مجتمع الأعمال الأوروبى، للتعرف على تطلعاته، وتجاوز أى تحديات قد تعيق استثماراته. 

وأدعوكم إلى النظر إلى مصر، ليس فقط كسوق استهلاكى واعد، بل كشريك إنتاجى موثوق، يمكن أن يحتضن خطوط إنتاج أوروبية، تخدم الأسواق العالمية والأوروبية، بكفاءة وتكلفة تنافسية. 

وشدد الرئيس السيسى على إن الحاجة إلى إعادة هيكلة سلاسل التوريد فى منطقتينا، باتت أكثر إلحاحاً من أى وقت مضى، فى ظل تحديات التجارة العالمية، وأزمات الطاقة، وتقلبات الأمن البحرى .. ومصر يمكنها أن تكون الحليف الصناعى والتكنولوجى، الذى تحتاجه أوروبا لتأمين إمداداتها، وتنويع مصادرها، وتعزيز قدرتها التنافسية على المستوى الدولى. 

ودعا الرئيس السيسى إلى شراكة استثمارية، قائمة على المنفعة المتبادلة حيث توفر مصر فرصاً حقيقية فى قطاعات استراتيجية مثل: الصناعات الدوائية واللقاحات، وصناعة السيارات التقليدية والكهربائية، والأسمدة والبتروكيماويات، والطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر، والشرائح الإلكترونية والذكاء الاصطناعى، والصناعات الدفاعية، والبنية التحتية اللوجستية والنقل. 

وأكد الرئيس السيسى أن استثمارات الاتحاد الأوروبى فى مصر، لن تحقق فقط عائداً مالياً، بل ستسهم فى بناء اقتصاد إقليمى أكثر توازناً، وستدعم استقرار جنوب المتوسط، وستعزز مكانة الشركات الأوروبية، فى أسواق تتوسع بشكل سريع ومستمر. 

ودعا الرئيس السيسى قادة الاتحاد الأوروبى إلى زيارة مصر، والتعرف على أرض الواقع على البيئة الاستثمارية المحفزة والاطلاع عن قرب، على ما توفره من فرص استثمارية حقيقية، وحوافز مشجعة، وضمانات جادة. 

كما أدعو المفوضية الأوروبية، إلى توسيع أدوات الضمان، والتأمين للمستثمرين الأوروبيين فى السوق المصرى وأدعو الحكومات الأوروبية، إلى دعم نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة المشتركة، بما يخدم مصالح الجميع. 

 واختتم الرئيس كلمته: « وليكن هذا الحدث، نقطة الانطلاق نحو تعاون مثمر ومستقبل أفضل».